الاثنين، 7 مايو 2018

الجامعة العربية المفتوحة...مٌلتقى للفكرِ والإبداع... (مقرر التصميم التعليمي مثالا)






الجامعة العربية المفتوحة...مٌلتقى للفكرِ والإبداع... (مقرر التصميم التعليمي مثالا)

كتبت: رقية عبدالله الفورية، ماجستير تكنولوجيا التعليم

Sur.investigation@gmail.com

في أحد المهام التكليفية بالجامعة العربية المفتوحة لتخصص ماجستير، تربية تكنولوجيا التعليم ومن مقرر التصميم التعليمي كانت منها الحكاية...

تم السماح للطلاب والبالغ عددهم سته وأربعين طالبا موزعين على واحد وعشرون مجموعة باختيار مواضيع العروض، لم يكن هناك إجبارا لموضوع محدد، ومن هنا كانت نقطة الإنطلاق نحو التفكير الحر والبعد عن المألوف وبمعنى مختصر للإبداع..

ومن أبرز ما يميز المجموعات بأنه قد تم منحها اسما خاصا بها، وكاد أن يكون الاسم فعلا يمثل أصحاب المجموعات ومنها: الحماس، الغموض، الشمس، السحاب، الشعلة، الثقه، الطموح، الشروق، الإلهام والمستقبل، الأمواج،الأحلام، التفاؤل، القوة، الحياة، فيتامين سي، الشجاعة، الحزم و المفاجآت.

بالتعمق في هذه الأسماء نجدها فعلا لها نصيب من أصحابها وأجاد فيها الدكتور نادر شيمي مسؤول برنامج ماجستير تربية تكنولوجيا التعليم...

سأحكي عن الشعبة الأولى لكوني من ضمنها، وكان الجمال سيكتمل إذا اجتمعت الشعبتان في شعبة واحدة.
أبتدت قصة عروضنا، وبالمصادفة كان الحظ من نصيب مجموعة الحماس وكانت فاتحة خير وتعرفنا من خلالها على توظيف تطبيقات الهاتف في التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، ومن خلال التطبيق بالمجموعة أضفى ذلك جمالا وخاصة عند استخدام تطبيق (Animal4D) تملكنا الشغف في معرفة الكثير عن إمكانية هذه التطبيقات وكيفية توظيفها.

 تبعه بعد ذلك عرض مجموعة الغموض الرائعة والتي تناولت موضوع الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، وأثره على العلاقات الإجتماعية والأسرية، وابتدت بمقدمة تفصل عن أهم الآثار المترتبة، وبينما كانت المجموعة تقرأ بحماس نحن نفكر بالكلام الذي نستمع إليه بكل إصغاء، وعن استخدامنا بشكل غير متوازن مقررين أن نبدأ بالخطة في التحسين للإستخدام، وما شد الإنتباه الاستراتيجية التي تم اعتمادها،  والاستراتيجية كانت متميزة تسمى القبعات الست للتفكير، حيث ملئت الرؤس تلك بالقبعات الملونة، وكانت الأجوبة تنطلق من مبدأ كل مرحلة، وأبرز نقطة تم التأكيد عليها هي أن التكنولوجيا لا يمكن أن تكون سلبية وإنما يعتمد ذلك على الاستخدام.

أما مجموعة الإبتسامة فكانت حقا الإبتسامة فيكفي أن نبتسم ونحن ننظر لأسم المجموعة، وكان موضوعهم متعلق عن الحوسبة السحابية وحلول متنوعة في ترسيخ التعلم الإلكتروني، وكانت فكرة العرض جميلة جدا فقد تم صنع مدرسة من الفلين باسم مدرسة الإبتسامة وتم تكوين الدرس عليها، حيث تعرفنا على الكثير من الأنواع المستخدمة في الحوسبة السحابية.

وننتقل إلى مجموعة الواقعية وموضوعها عن أثر المستودعات الرقمية ودورها في إتاحة المحتوى الرقمي، جاءت مثرية جدا وتم الإبحار والتعرف إلى المستودعات الرقمية وآلية عملها وأنواعها، وكان الأبرز هو اتباع نشاط من نوع ممتع جدا وهو التغريد عن أي شيْ يخص المستودعات الرقمية، وبالتالي بادر الطلاب  في كتابة التغريدات آملين أن تكون كل تغريدة هي الأجمل، وكان التعيلق الأبرز هنا إضافة إثرائية بأن الأثر والفاعلية لا يمكن أن تقيس التحصيل على سبيل المثال لأنه غير ملموس ولكنها تقيس محتوى الأثر التعليمي.

وطلع نور الشمس بعد ذلك في مجموعة الشمس، توهج الشمس ليس إلى حد الإحتراق وإنما توهج نحو مزيد من النور،  حيث تم عرض موضوع فعالية برنامج التواصل الإجتماعي الواتس آب في زيادة المستوى المعرفي، ورفع دافعية الطلبة نحو التعلم، وبالفعل كانت الشمس نورها ساطع جدا، والنتيجة التي ما زالت تسكن فينا بأن عملية توظيف لأي تطبيق لا يتم إلا من خلال الجرأة والرغبة في التطبيق الحقيقي على أرض الميدان.

وننتقل لعرض مجموعة السحاب والذي كان بعنوان الواقع المعزز، ونكاد نجزم بأننا قد استمتعنا بكل دقيقة، وذلك لعرض التجارب الواقعية لاستخدام الواقع المعزز في البيئة العمانية، والذي أضفى قيمة معنوية لاستخدام الواقع المعزز بمختلف مجالات الحياة، وكان من أبرز التعليقات حول المعرفة التي يمتلكها الإنسان والإستفادة منها قبل الممات.

وتبعه بعد ذلك عرض مجموعة الثقة وبالفعل كانت الثقه وبموضوعها المثري جدا حول المواطنة الرقمية وجيل المتعلمين قد فتح الآفاق في أذاهننا، وتم الإشارة لنا عن مصادر للمعرفة من قبل دكتورنا وهي مصادر مهمه لطلاب ماجستير تكنولوجيا التعليم وهي معايير الجامعة الأمريكية لتكنولوجيا التعليم، والخطة الأمريكية الفيدرالية لتكنولوجيا التعليم، حيث تم ذكر المواطنة الرقمية في شكل واضح من خلال تلك المصادر، وإضافة لذلك كان استخدام تطبيق (khaoot) ممتع، وأضاف نوعا من الحماس والمنافسة بين الطلاب.

ننتقل إلى مجموعة الشعلة المتألقة في عرض موضوع المفهوم الذاتي وعلاقته بتنمية مهارات المتعلم في بيئات التعلم الإلكترونية، البساطة الرائعة والاستراتجيات المطبقة المستندة من التعلم الذاتي أضافت رونقا وخاصة قناة الشعلة التلفزيونية حيث ملئت الأجواء معرفة بقالب جميل وبتخطيط محكم، ومن أبرز التعليقات جاءت أن تم التأكيد على الفرق بين بيئات التعلم الإلكتروني وبين أدوات التعلم، وتوصف البيئة بأنها إلكترونية إذا استقر الموضوع في وجدان التربويين.

ننتقل لمجموعة الطموح حيث جاء موضوعها عن مزايا وفوائد التخزين السحابي للطالب والمدرسة والمعلم، الموضوع بالنظر إليه قريب جدا من مجموعة الإبتسامة، ولكن هنا تم التركيز على فائدة التخزين السحابي، وتخلل النشاط استخدام تطبيق يجرب أول مرة في القاعة الصفية وهو تطبيقPlicker، ومن خلال توظيفه بالنشاط كانت علامات الإعجاب بالتطبيق بادية على وجوه الطلبة لربما يفكرون بأن يطبقوه لطلابهم ويستفيدوا منه، وجاء التعقيب على إن الحوسبة السحابية كانت موجودة، وإنما ما يحدث الآن هو عمليات للتحسين والتطوير لها.

أما مجموعة الشروق وكان موضوعهم عن الفصول الإفتراضية باستخدام نظام إدارة التعلم، لن أطيل في هذه المجموعة لأنها تمثلني والحكم من قبل زملائي ولكن ما كان يميزها استعانتها بمصدر خارجي صاحب أول مبادرة للطلاب الصم في استخدام الفصول الإفتراضية.

اليوم الأخير جمع مجموعة الإلهام والمستقبل وبالنظر إلى هذين الاسمين نجد بأنهما مرتبطان بالمستقبل ويحتاجان إلى أفكار ملهمة.

مجموعة الإلهام  جاءت لنا بالأيباد لعرض موضوع تطبيقات الأيباد، ولأن تطبيقات الأيباد تتطلب التفاعل فقد كان الدرس مليء بالتعلم النشط من خلال توظيف الأيباد والذي أضفى للعرض طابعا جميلا وخاصا هو استطلاع آراء الأطفال حيث تبين حبهم للتعلم من خلال الأيباد مؤكدين بذلك بأن الأجيال الحالية هي أجيال رقمية، وكان التطبيق المتميز (popplet Lite) لرسم الخرائط الذهنية بكل سهولة.

وفي مسك الختام مع مجموعة المستقبل بموضوع الصف المقلوب ما بين التعلم الذاتي والتعلم التشاركي وممارسات متجددة للمعلم والمتعلم، حيث أخذتنا في مؤتمر وعرضت تفاصيل الدرس عن طريق جلسات مما أدى إلى تبسيط المعلومات وسرعة انتقالها، كانت ختامية متميزة جدا وتم على إثرها إضافة قيمة جمالية، والشعر العربي كان حاضرا والتكريم لمن سعى لأن نكون الأفضل ، حيث ختمت المجموعة قائلة :

قصدتك مادحا بالعلم حسنا.... وعلم المرء يهديه الصواب
وفكرك بالتكنولوجيا لنا ضياء...فنعم الجهد منك والإستجابٌ

وهكذا كانت رحلة عروض الشعبة الأولى مع أمنياتنا بتجارب أكبر  وإستفادة أعمق..

بين رائحة الياسمين وذبوله

بين رائحة الياسمين وذبوله لا يوجد لدي معتقد فيما مضى بأن الكوارث تحل كلها فجأة واحدة على صف واحد، واحدة تلوى الأخرى.. لكن ماذا ...