الاثنين، 8 فبراير 2016

خمسُ تفاحات

خمس تفاحات


خمسُ تفاحات


(هل من الممكن أن تكون خمسٌ تفاحات مسببة لجرح عميق لطفلة)


طفلة صغيرة بالصف الأول الإبتدائي أنذاك، ذهبت الطفلة إلى المدرسة بإبتسامة بريئة و بقلب متوهج و تكاد كالطير الذي رفرف جناحيه من السعادة، هذه الطفلة تدعى(بثينة).

بثينة تحب المدرسة حُبا و كأنه حب العاشق لحبيبته و حب الصحرء الجرداء لزخات المطر.

فُتحت أبواب المدارس و استعدت بثينة استعداد العروسة من الحب الشديد للمدرسة و التي سوف تدخلها أول مرة.


أي استقبال سيكون لها و أي مشاعر سوف تصاحبها و هي بداخل الحرم المدرسي. 


و كما هو الحال في زمن التسعينيات لم يكن الاستقبال كالذي نشهده حاليا بالبالونات و الورود و الحلاوة من كل الأصناف و إنما

 كان بكتب ثقيلة تجهد الطالب بذاك الكيس الأزرق.

رن جرس الحصة الأولى و أتت تلك الأستاذه و الشحوب يملئ وجهها و العبوس يتقطر من محياها

 و كأنها تستقبل أطفالا كبار و ليس أطفالا لهم من طهر الحياة و برائتها ، لا يفقهون سوا الفرح و السعادة.

أخبرت المعلمة بثينة و من معها أن يلونن خمسٌ تفاحات فقط في كتاب النشاط  لمادة الرياضيات،

و بثينة البريئة بكل حب وشغف فقد قامت بتلوين جميع التفاحات تعدت الخمس تفاحات، فقالت في نفسها

لما لا ألون جميع التفاحات لكي تبدو أفضل و لتسعد المعلمة بي و تشكرني.

سيناريو رائع كان بمخيلة بثينه بعد إكمالها التلوين فهي تنتظر كلمات المديح و الثناء 

لأنها لم تلون خمس تفاحات فقط.

أسرعت لكي تسابق الطالبات و تحرز على المركز الأول وذهبت للمعلمة.

-لنرى جميعا ماذا سوف يحدث!!

المعلمة تنظر للكتاب مندهشة جدا من التصرف الذي قامت به بثينة 

وإذا هي تصرخ بصوت عالي!

ما هذا يا غبية ألم تسمعي ماذا قلت خمسُ تفاحات و أنتِ قمتي بتلوين جميع التفاحات

ألا يوجد لكِ أذن لتسمعي ماذا قٌلت!! لقد خالفتني بغبائك هذا.


و قامت المعلمة بكل وحشية و ألقت كتاب الرياضيات بوجه هذه الطفلة البريئة.

والتي جثمت في مكانها لم تتخيل ما حدث لها ذهبت لمقعدها تجر أذيال الخيبة من قساوة المشهد

 فهي طفلة صغيرة لم تألف على هذا.

الدموع أنهمرت بغزارة و تبلل ذاك المريول الأصفر والذي تتوسطه شريطة بنية من الحزن

و القلب ارتعش خوفا بسبب خمسُ تفاحات.

أنها طفلة يا من تقرؤون الأسطر هل استوعبتم كمية الألم بقلب بثينة؟!!


أكاد أجزم بأنكم تخيلتم الموقف و كيف تم إلقاء الكتاب بوجهها و كأنه طير سٌلب 

من مكانه و طفل مهاجر أغلقت الحدود بوجهه.

بثينة منذ لحظة إلقاء الكتاب بوجهها وإلى أن درست بالمدرسة و انتقلت للحرم الجامعي

 فهي لم تنسى الموقف و لم يغيب عن بالها فقد أثر على دراستها و سبب لها

عقدة وما زالت بثينه تحمد الله كثير بأنها حصلت على شهادة البكالوريوس و اجتازت مادة الرياضيات

على خير و لكنها لم تخلو من الصعاب فقد سببت ازمة حقيقية.


تألمت بثينة كثيرا بسبب خمسُ تفاحات فقد كانت كفيلة بأن تؤثر على مستقبلها و اختياراتها.


همسه لأذن المعلمة:

( الطالب يحتاج حبُ و حنان و احتواء و ليس نظرة عبوس تكاد تقهره إلى أن يموت،

 كان بالإمكان ان تكون هذه التفاحات تحفيزية للمستقبل، 
 
لا جرح مؤلم لهذه الطفلة والتي غدى عمرها اربعه وعشرون و ما زلت تذكره بكل تفاصيله
 و ألمه باق و كلمة غبية تردد بأذنها، بثينة)

_بثينة سوف تقرأ القصة و على يقين بأن دمعها سينسكب مرة اخرى_

هناك 4 تعليقات:

  1. ابدعتي فيما كتبتي 👍 أسلوب جميل و معبر جدا جدا 📝 اعذريني لا أجد الكلمات لوصف روعتي ما كتبتي ... لك كل ودي وتقديري 😘

    معلمة أجيال .. العويسية

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا عزيزتي.الروعة أن ملئت حروفي بعيناكَ الجميلة شرف أن تكون القصة قد لامست احساسك..لكِ كل الود.. معلمة الأجيال..تحياتي

      حذف
  2. قصة في منتهى الروعة

    ردحذف

بين رائحة الياسمين وذبوله

بين رائحة الياسمين وذبوله لا يوجد لدي معتقد فيما مضى بأن الكوارث تحل كلها فجأة واحدة على صف واحد، واحدة تلوى الأخرى.. لكن ماذا ...