السبت، 27 أبريل 2019

كفاح يصنع القادة

كثيرون ممن أسهموا للبشرية بالعلم النافع، ولكن القليلون ممن خُلد اسمهم في علم نادر، منهم من يذكرهم التاريخ بعلمهم، وآخرين بحروبهم، ومنهم من أصبح فيما بعد يتبني نظرية أو أسلوب تسيرعلى خطاه كافة المؤسسات المهتمة سواء كانت التعليمية أوالصحية أو الثقافية، ومن ضمن هؤلاء الذين أثروا العالم بعلمهم وخبراتهم، فتاة تبلغ حدة من العطف والحنان، متمردة لأجل الرغبة في العلم، ومناضلة لحقوق المرأة، مهاجرة لتطبيق الفكر الجديد، وشغوفة في الفلسفة، ومتفردة في العزيمة، ومؤثرة في العالم، فتاة من قرية صغيرة في إيطاليا ،هي أول فتاة تمردت على ماهو سائد في المجتمع الإيطالي، حيث كانت أول طبيبة في إيطاليا (عبدالعال والأتربي،2018)، وتسمى ماريا مونتيسوري.
ماريا مونتيسوري، اسم يتردد كثيرا ولم أكن أعلم بأنه يشير إلى امرأة خلدها التاريخ، وذلك لغزارة ما قدمته للبشرية، فهي ليست ذات اتجاه واحد في نيل المعرفة والعلم أو العمل، فقد كانت ذات أوجه متعددة في العطاء والعمل والعلم، فقد ذكرت المصادر بأنها كانت طبيبة ومعلمة، ومربية وفيلسوفة، ومترجمة وكاتبة (العناني، 2014)، وكل هذا من شأنه جعل ماريا مونتيسوري امرأة عظيمة، وبلغ أثرها جميع أنحاء العالم.
وتبلغ الأهمية في هذه الشخصية الفذة عند ذكر التربية لذوي الإحتياجات، حيث يأتي اسم ماريا مونتيسوري في المقدمة، فقد ارتبط اسمها بمنهج كامل لذوي الإعاقات العقلية، ويسمى منهج مونتيسوري، وعلى الرغم من سماعنا لكلمة مونتيسوري في مدارس التربية الفكرية إلا أننا لم نكن نتسائل عن السبب  في التسمية وكل ما نعلم بأنه هو التعلم الذي يصاحبه المرح للمتعلم.
فقد آمنت ماريا باحتياجات الطفل وبالبيئة التي يجب أن يكون بها الطفل، فهي تمثل لماريا نقطة الأساس، وقالت ماريا ذات مرة " اترك الطفل يعمل ما يفكر به "(ابراهيم، يوسف ورمضان، 2014)، وعلى هذا الأساس توالت الأفكار لماريا وأصبحت تلهم التلاميذ ومن اتبعها في تنفيذ منهج المونتيسوري، ماريا منحت الطفل اهتماما كبيرا وغير مسبوق، وطبقت عليه تجارب منحته الحرية في التعلم، مستخدما من خلالها حواسه والتجربة، مؤثرة في ذلك على التعليم الذاتي، وألغت الفروقات الفردية بين المتعلمين، وكتبت العديد من المؤلفات التي تهتم بالتربية، وبطريقتها المبتكرة، وما يقارب إحدى عشر كتابا، وجميعها تمت ترجمتها إلى عدة لغات، فتأثير ماريا لم يكن في إيطاليا وأمريكا وهولندا فقط، وإنما كان في جميع دول العالم.
ماريا مونتيسوري لم توقفها الحروب، ولم تؤثر عليها كمية المسافات بين الدول، فقد ظلت تجوب بعلمها، وتشيرالمراجع بأن ماريا كانت في أحد الفترات في الهند، ولكن نتيجة للتقلبات السياسية فقد أصابت منها ماريا، حيث اعتبرت الهند دولة إيطاليا دولة عدوة لها، وبالتالي اعتبرت ماريا وفق القوانين الهندية بأنها واقعة تحت الإعتقال الهندي، ولكن العجيب في ذلك ماريا لم تؤثر عليها الأحداث السياسية، ولكنها ظلت تقدم علمها وتدرب المعلمين، ولم يهمها وضعها إلى أن غادرت من الهند (ستيفنسون،2011)، وإضافة إلى ذلك واصلت ماريا في الترحال لتقدم للعالم المعرفة الضرورية، فتحاضر تارة وتشارك في الفعاليات والمؤتمرات العالمية، وتارة أخرى تؤسس المدارس والجمعيات والمعاهد الخاصة، والتي لا زالت موجودة إلى الآن.
شخصية ماريا مونتيسوري ملهمة جدا لمن يريد أن يحمل أفكارا جديدة، ولكن لابد أن يكون قادرا على الإقناع وإحداث الأثر مثلما عملت ماريا، ولهذا من  خلال هذا البحث سوف استعرض عن الشخصية القيادية الملهمة، من حيث رحلتها المدرسية وإصرارها على التعليم الجامعي المتميز، وماذا قدمت ماريا للبشرية من إنجازات مؤثرة في التربية والصحة النفسية. 
لقراءة الموضوع كاملا يمكنكم الدخول للرابط.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين رائحة الياسمين وذبوله

بين رائحة الياسمين وذبوله لا يوجد لدي معتقد فيما مضى بأن الكوارث تحل كلها فجأة واحدة على صف واحد، واحدة تلوى الأخرى.. لكن ماذا ...